مجلة رواد الاعمال – الشرق الاوسط 18 مايو 2017 : شغفه بالتكنولوجيا، قاده لعالم ريادة الأعمال، بعد أن اكتسب خبرات عديدة من عمله بعدة وظائف؛ منها مدير تنفيذي لمؤسسة طريق التطوير بالأردن، ومستشار تكنولوجيا معلومات في سماتك الرقمية بالسعودية، ومدير تنفيذي لموبايلك للهواتف النقالة بالأردن ودبي، بالإضافة إلى عمله كمستشار غير متفرغ مع عدة شركات.
وأسس أيضًا،عدة شركات؛ منها طريق التطوير لحلول البرمجيات بالأردن، وطريق التطوير لحلول البرمجيات بقطر، وسماتك الرقمية بالسعودية، ثم موبايلك للهواتف النقالة بالأردن، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، تعالوا نقترب من تجربة سامي الربايعة مع ريادة الأعمال…
ــ كيف كانت بدايتكم مع عالم الأعمال ؟
كانت في عام 2003 عندما كنت طالبًا في الجامعة، وأسست أول مول وبوابة إلكترونية أردنية تحمل اسم “عرب جوين”، حينها لاقت الفكرة صدىً إعلاميًا أردنيًا متميزًا، واهتمامًا من قبل الكثيرين فكان لذلك دافع كبير لي قبل التخرج. وبعد انتشار البوابة والمول وإجراء لقاءات في بعض الصحف الأردنية – بالإضافة لإحدى الإذاعات- بدأت العروض تنهال علي للتعاون في بناء بوابات وأنظمة إلكترونية؛ فبدأت التعاون مع مجموعة من الشركات والأفراد في دول عربية وأجنبية.
وبعد التخرج بسنتين ونصف تقريبًا، كنت قد كونت رأس مال جيدًا من عملي، فأسست “مؤسسة طريق التطوير لحلول البرمجيات” بالأردن. فحققت المؤسسة سمعة طيبة في كثير من الدول, ثم وضعت استثمارات في بعض المشاريع التقنية؛ مثل موقع موبايلك للهواتف النقالة، ومؤسسة سماتك الرقمية بالسعودية، وفرع طريق التطوير لحلول البرمجيات بقطر. وهناك مشروعات أخرى في الطريق.
منشأ الفكرة
ــ كيف جاءت فكرة موبايلك ؟
الفكرة كانت تراودني منذ أن كنت في الجامعة فعندما كنت أرغب في شراء أي هاتف، كنت أطلع على مواصفاته عبر الإنترنت، فلا أجد سوى مواقع أجنبية، أو منتديات عربية تنقل غالبًا من موضوع واحد. وهنا لاحت فكرة إنشاء موقع بالعربية مختص بالهاتف المحمول، وخاصة أنني مؤمن أن قطاع الاتصالات قطاع حيوي ومتطور باستمرار، ومربح.
البحث عن مستثمرين
كيف تم تأسيس الموقع؟
في عام 2011بدأت فكرت في البحث عن مستثمرين لتدشين موقع موبايلك، وحينها كان بدء ظهور المدونات واستعراضها لبعض الهواتف ومواصفاتها باللغة العربية، ولكن بشكل غير منظم؛ أي كمقالات؛ الأمر الذي زاد من تشجيعي لإنشاء موقع يحتوي على جميع الهواتف ومواصفاتها وما يتعلق بها، وبشكل منظم ومفهرس. وفعلا استثمر معي صديقان ، وبدأنا في بناء الموقع وإطلاقه بقاعدة بيانات كبيرة، تم العمل عليها لأكثر من سنة قبل الإطلاق .
إقناع الشركات المصنعة
ــ ما التحديات التي واجهتكم في تنفيذ المشروع ؟
- التحدي الأول: توفير التكلفة التشغيلية، وخاصة اللازمة لبناء قاعدة بيانات كبيرة تحتوي على مواصفات جميع الهواتف المحمولة، والشركات المصنعة وتلك المزودة لخدمة الهواتف(شركات الاتصالات) وما يتعلق بها.
- التحدي الثاني: إقناع الشركات المصنعة للهواتف المحمولة والمزودة للخدمة- بالإضافة إلى المكاتب التسويقية والاستشاراية المتعاونة مع تلك الشركات- باعتماد موقع موبايلك كمصدر موثوق.
ــ وكيف أمكنكم التغلب عليها ؟
بالنسبة للتكلفة التشغيلية، ساهم بعض الأصدقاء والمقربين برأس مال جيد للانطلاق؛ أما إقناع الشركات والجهات ذات الصلة بالتعامل مع موبايلك واعتماده كمصدر موثوق، فقمنا بالتجهيز الجيد قبل طرق الأبواب كدافع لتشجيعهم، فلم ينطلق موقع موبايلك بمحتوى متواضع؛ بل بمحتوى مُخزن في قواعد البيانات مقدر بـ 40 ألف و 965 مادة؛ ما شجع الغير على التعاون معنا.
مستثمر من دبي
ــ ما النجاح الذي تحقق حتى الآن ؟ وهل راضون عما تحقق ؟
الحمد لله؛ أصبح موقع موبايلك مطلوبًا، وحقق سمعة طيبة كشريك إعلامي لكثير من المؤتمرات والمعارض الدولية، كان آخرها مؤتمر ومعرض الهند لـتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2017؛ حيث تم تكريمه في أكثر من محفل دولي، كما أصبح معتمدًا لنشر الأخبار والنشاطات اليومية والحصرية لكثير من شركات الاتصالات العربية، وكذلك شركات تصنيع الهاتف المحمول في المنطقة، بالإضافة إلى ارتباطه بعلاقات وثيقة مع مجموعة كبيرة من شركات النشر والتسويق والاستشارات العامة. وقد استحواذ قبل ثلاثة شهور مستثمر من دبي على نسبة من الموقع؛ ما أعطاه دفعة قوية نحو الأمام وفرصة للتطوير والتوسع في دبي .
أما بالنسبة للرضا، فأناناأناأن راضٍ تمامًا، ولكن هذا لا يمنع من التطلع إلى تحقيق مراحل متقدمة من الاتفاقيات وتطويره داخليًا.
مستوى عالٍ من الأرشفة
ـــ كثيرة هي الشركات المنافسة في هذا المجال ؟ ما الجديد الذي تقدمونه؟
يبدو موبايلك للوهلة الأولى كأي موقع في مجاله، ولكن ما يميزه أنه على مستوى عالٍ من الأرشفة والتقسيم؛ ما يشعرك أنه سلسلة مواقع متداخلة، فمثلًا الدخول على إحدى شركات تصنيع الهاتف المحمول ستجد أن الموقع ينفصل كليًا عن المحتوى العام، ويتحول إلى موقع يستعرض كل ما يتعلق بالشركة ذاتها فقط من أخبار وهواتف مصنعة ونشاطات ومؤتمرات خاصة بها، وكذلك الحال بالنسبة لشركات الاتصالات المزودة للخدمة.
كل ذلك يجعل من موبايلك بيئة متميزة لتسويق أي منتجات متعلقة بالاتصالات بطريقة مبطنة من خلال المحتوى المتنوع والشامل والمفهرس ذي التشعب الدقيق.
ــ هل استفدتم من البرامج الحكومية الداعمة لرواد الأعمال ؟
حقيقة لا؛ لأن البرامج بدأت تنتشر وتأخذ نشاطها وصيتها بالفترة الأخيرة، ففضلنا الاستمرار بمفردنا وبحرية مطلقة لإكمال الطريق .
صناعة تسابق الزمن
ــ صناعة الأجهزة المحمولة باتت سريعة التغير ؟ كيف ترى ذلك ؟ وما دورها في دعم الاقتصاد الوطني؟
فعلًا هي صناعة تسابق الزمن، وتتسم بالتغير السريع، ولا مكان للبطيء فيها، فكثير من الشركات المصنعة كانت في أوج نجاحها، ولكن لعدم مواكبتها التطور بالسرعة المطلوبة، اندثرت وخسرت كثيرًا، وتصدر غيرها المشهد، ولا ندري مستقبلًا من يندثر ومن يصعد للقمة, فهو قطاع يحتاج إلى سرعة في التطور والابتكار المستمر للحفاظ على البقاء .
وتعد صناعة الهواتف المحمولة من أهم العوامل المساهمة في الاقتصاد العالمي، فتخيل أن إجمالي إيرادات صناعة الهواتف المحمولة بلغ 3,8 % من الناتج المحلي العالمي بقيمة 3 تريليونات دولار.
وتكشف جميع التقارير يومًا بعد يوم التزايد الكبيرة بعدد المشتركين في شبكات الهواتف المحمولة؛ وبالتالي زيادة المبيعات والاستهلاك؛ إذ يكشف آخر تقرير لـ ” مؤسسة الاتحاد الدولي لشركات الهواتف المحمولة (GSMA)” أن عدد المشتركين في شبكات الهواتف المحمولة قد يتجاوز 4 مليارات مشترك بحلول عام 2018م.
إذا جميع الأرقام توصلنا إلى حجم الدعم الاقتصادي الذي تقدمه صناعة الهواتف المحمولة للعالم، ناهيك أننا عندما نذكر جهاز محمول؛ فنحن نتحدث عن أكبر من كونه منتجًا يمتلكه كل فرد في الأسرة، نتحدث عن معادن وثروات طبيعية تستهلك “تباع وتشترى” في تصنيعه، وشركات اتصالات تتسع في خدماتها ومبيعاتها، وتطبيقات ذكية تحقق أرباحًا عالية؛ وتستفيد من تطوره، وما إلى ذلك من قطاعات تجارية وصناعية مرتبطة به.
ولا ينكر أي مختص أهمية مساهمة الهاتف المحمول وتطبيقاته في زيادة الإنتاجية الاقتصادية، إذا ما تم إدراك أهمية توعية الموظفين والعاملين في المؤسسات والشركات بالاستخدام الأمثل في العمل .
محاولات عربية
ــ وأين العرب من هذه الصناعة؟
حقيقة لدينا بعض المحاولات العربية منذ سنوات، لكن لا يمكن تصويرها كحصة سوقية، فكان أكبرها حسب علمي عام 2013، عندما طرحت شركة “إي إم إس” الإماراتية 5 أجهزة محمولة دفعة واحدة تحت علامة تجارية باسم be .
وبشكل عام، تبقى الصناعة العربية في مجال الأجهزة المحمولة محدودة؛ وليست على قدر كبير من المنافسة، ولكن هذا لا يعني أننا لانملك نظرة طموحة كي ننافس السوق العالمي مستقبلًا؛ فكل شيء يمكن تحقيقه بالعمل والإصرار.
مستقبل المحمول
ــــ وكيف ترى السوق العربية ومستقبل تجارة الهاتف المحمول؟
من حيث حجم المبيعات والاستهلاك، تٌعد المنطقة العربية من أهم أسواق العالم بالنسبة لشركات صناعة الهواتف المحمولة، فهي إحدى أسرع مناطق العالم نموًا؛ بسبب تزايد الإقبال على اقتناء الهواتف المحمولة واستخدامها.
وتحتل دولة الإمارات أعلى نسبة نمو في مبيعات الهواتف المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث وصلت إلى 38%؛ من بيع 3.65 ملايين جهاز قيمتها 4.04 مليارات درهم، وفقًا لآخر إحصائية صادرة قبل أكثر من عام من مؤسسة “إي دي سي” العالمية المتخصصة في بحوث الاتصالات والتقنية .
ــــ ما الذي ينقصنا للمنافسة ودفع العمل للأمام أكثر ؟
نحتاج إلى سن تشريعات وقوانين تشجع على الاستثمار، وخاصة الاستثمار الصناعي, مع الاهتمام بسوق البرمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة. إننا متساوون مع العالم من حيث توفر مكونات صناعة البرمجيات وتطبيقاتها، فلو تحدثنا عن صناعة آليات أو منتجات معقدة فقد نجد الحجة، فنحن لا نمتلك كثيرًا من المواد أو المكونات، أو محظور أحيانًا علينا، في حين أن سوق البرمجيات جميع مكوناته ومواده لدينا، وحتى القوى العاملة والخبراء؛ وبالتالي نحن متساوون مع العالم أجمع، بل قد نتعداه إذا توفرت لدينا الإرادة وأدركنا حجم قيمة سوق البرمجيات وأثره على الاقتصاد القومي.
اهتمام ملحوظ
ــ كيف ترون حركة ريادة الأعمال في المملكة الأردنية ؟
هناك اهتمام ملحوظ في العامين الأخيرين، فأصبحنا نسمع كل يوم عن مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال .وقبل عدة أسابيع فقط تم تخصيص مساحات عمل مجانية دون مقابل لرواد الأعمال في إحدى مسرعات الأعمال بالأردن لممارسة نشاطاتهم، كما تم افتتاح حاضنة أعمال بإحدى الجامعات الخاصة، وأصبحت جهات كثيرة تنزل إلى الجامعات لعقد ورش عمل ومحاضرات تعريفية بريادة الأعمال ودورها الهام في المجتمع، بالإضافة إلى تشجيع الأفكار الريادية والاستثمارية لدى الطلاب ، كما أصبحت بعض شركات الاتصالات تعقد ورش عمل مجانية بين حين والآخر للشباب بمقراتها الريادية.
ــ وأين يقف الشباب الأردني في عالم الأعمال؟
أصبح الشباب الأردني يهتم بريادة الأعمال في السنوات الأخيرة ، وخاصة طلبة الجامعات، ومَن هم على عتبة التخرج، ومن هم بسوق العمل؛ وهي أمور مبشرة.
دعم مالي متواضع
ــ ومالذي ينقصه ليصبح أكثر تميزًا ؟
ينقص الشباب الفرصة لإثبات قدراتهم، فمن خلال اختلاطي بكثير من الشباب عند تقديم محاضرات في ريادة الأعمال، أجد كثيرًا من المميزين والمبدعين، لكن ينقصهم الدعم بجميع أشكاله: من دورات، واستشارات, وإرشاد, وخدمات لوجيستية, إضافة إلى الدعم المادي، خاصة وأن كثيرًا من الجهات تقدم الدعم الإرشادي والاستشاري فقط. وإذا كان هناك جهات تقدم الدعم المالي فإنه يكون متواضعًا ولا تتناسب مع ما يتطلبه المشروع، أو تكون كقروض مشروطة، إضافة إلى تعقيد بعض الإجراءات الخاصة بالدعم.
ــ لا يزال إقبال الشباب على ريادة الأعمال ضعيفًا.. فما تفسيرك ؟ وكيف يمكن التغلب عليه ؟
أعتقد أن ذلك بسبب قلة الجهات الداعمة وحاضنات ومسرعات الأعمال في السنوات الماضية، بالإضافة إلى تأخر كبير في النزول إلى الجامعات للتعريف بريادة الأعمال وأهميتها، وحث الطلاب على الاستفادة من قدراتهم، ومشاريع تخرجهم وأفكارهم وهم بكامل طاقاتهم.
وأرى أنه قد بدأ الآن التغلب عليها تدريجيًا، فظهرت جهات كثيرة ، وأصبح هناك اهتمام أكبر بطلاب الجامعات وتشجيعهم وحثهم على ريادة الأعمال ومساعدتهم في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية.
ـــ ما أهم الجوائز التي حصلت عليها ؟ وما أثرها عليك؟
تم تكريمي من كلٍ من: صندوق الملك عبدالله للتأهيل الوظيفي؛ ومؤسسة إنجاز التطوعية، ومركز الملكة رانيا العبدالله للريادة.
أما تكريم موقع موبايلك؛ فقد كان أكبرها حصوله على أفضل راعٍ إعلامي لعام 2014 لأسبوع الريادة العالمي بالأردن، إضافة إلى تكريم مركز الملكة رانيا العبدالله لريادة الأعمال عام 2015 للجهود المبذولة لإنجاح جائزة الملكة رانيا الوطنية للريادة لعام 2015؛ وكراعٍ تقني للجائزة .
ــ ما طموحاتك المستقبلية ؟
أعشق التقنية؛ ولدي إيمان في قدرتها على تذليل كافة المشكلات والعقبات في مختلف المجالات؛ وبالتالي الاستثمار في مشاريع تقنية متنوعة، وعلى رأسها موبايلك الذي نسعى لإيصاله إلى مراحل متقدمة.
ــ من مثلك الأعلى في عالم الأعمال ؟
لا يوجد شخص محدد، ولكن كل شخص ناجح وصاحب قصة كفاح وإصرار ومعاناة هو مثلي الأعلى، الذي استفيد منه كثيرًا، وأتعلم مما يميزه، و ما ينقصني تستطيع أن تقول: هو بمثابة وقود طاقتي .
رابط الحوار على موقع مجلة رواد الاعمال : http://www.rowadnews.com/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D9%85%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%83/